يتواجد على الساحة الأدبية، الكثير من الأشياء يتوهمون ، أنهم أدباء بمستنداتهم الذين يحملونها في جيوبهم .. ( كرنيه نقابة ، أو نادي أدبي ، أو رابطة أدبية ، أو مؤسسة ثقافية ) .. ويزاحم كل منهم وينافس ويعارك أي شئ يشعر بأنه يضطهده ، هذا من وجهة نظره ..!!
هذا الكم الكثير من هذه الأشياء ، أفسدوا الحياة الأدبية ، وبتجمعهم استقوى على المبدعين الحقيقيين ، والمدهش أنهم يصارعون على الاستحواذ على كراسي مجالس الإدارات ، والمدهش الأقوي أنهم بوسائلهم الناعمة يقنعون الطيبين أو الذين يجهلون معنى القيمة التي يسعى إليها البعض الأخر المتعفف الذي يبتعد عن هذه الصراعات .
ونرى بالفعل الكثير من الأماكن المفروض أنها تابعة للثقافة ، يتردد عليها الانصاص والاربع ومجهول الهوية الأدبية والثقافية ، هذا الحضور ليس لحصاد المعرفة الأدبية أو الثقافية ، وإنما وللأسف الشديد ، لأشياء لا يقبلها العقل المحترم ، أو الضمير الإنساني الحي ، أو أصحاب المبادئ والقيم ، إنها الفضائح اللأخلاقية ، بمعني آخر ( اللي جاي عشان واحدة عجبته ، ليس لها أو له في الكتابة ، واللي بييعشق التحرش ، من الجنسين ) ، أسوء ما نسمعه ونراه بأعيننا في هذه الكيانات الثقافية ، التي تفتقر إلى الرقابة .
نعم ضاع حق المحترم من الأدباء ، الذين عزفوا عن الحضور في مثل هذه الأماكن ، فقد جعلتها هذه الأشياء لا تناسب إلا سواهم ، فكيف تستقيم أحوال الحركة الأدبية في وجودهم .
ونحن لا نطلب المستحيل ، علينا جميعا أن نجتمع على قيم الخير والعدل والنور والأخلاق الحميدة ، وكل هذا قبل الإبداع .
ويلحق بهذا .. هذه الصالونات التي انتشرت في جسد المجتمع المصري ، اللهم إلا القليل منها .. صالونات اجتمع روادها على ضياع أعمارهم في ( المسخرة ) ، بين ثنائيات الجنسين ( واحد وواحدة ) ، والغريبة إن أعمارهم تجاوزت ما بعد المعاش أو يقل قليلا .. هذه الصالونات لا فائدة تاتي منها للمجتمع أو لنهضة الفكر والوجدان .
ونرى أن وقت هذه الإسقاطات وأصحابها سيستمر لأجل غير مسمى ، لأن الرؤية غائمة لا تبشير بخير لقطاع الثقافة ، وهو الأهم في بناء ونهضة الفكر والوجدان للوطننا الطيب مصر الغالية .
نبيل مصيلحي