(هُوَ)
للشاعرة الشيماء خالد عبد المولى
هُو كالغيثِ المُحيي
بَعدَ قيظٍ طويلٍ
لا شمسَ الآنَ
لِتُعَاكِسَ جَوِّي الماطِرَ
هُو كالشَّمس أذَابَ
جَلِيدَ غَضَبِي
أدْرَكَ أنِّي بحرٌ
خافَهُ
القَباطِنةُ
الغوَّاصُونَ
المُغَامِرُونَ
هُو القُبطانُ المُتجرِّأ
أرْسَى سفينتَهُ
بِلا خَوفٍ
من غَضَب أمْوَاجِي
الهَائلةِ
هُو قلبهُ يدقُّ
كأجراسِ كنائِسِ الدُّنيا
فأصْغِي بِشَغفٍ و تخشعُ
حواسِي كَرَاهبِ
و أشعرهُ
هو استِقامةُ ضِلْعِي
مهمَا بدا للنَّاسِ أعوجًا
هو الصَّحراءُ فِي نَظرِي
أدركَ اللَّيل قافلتِي
وَ مبيتي في فضائهِ الباردِ
وَ مَعَ فَجرِ الغدِ
يَضعُ أرجُوحةً
في أعلى نخلةٍ
أُسْرِعُ نحوهُ و يرَاني قادِمَةً
الموقف يأسِرُني غبطةً
أأركبُ الأرجوحةَ
أطْلقُ سَاقايَ فِي الهواءِ ؟
أم أرْتَمِي عليهِ
فَننعجِنَ بِبعضِنَا
و تختلِطَ الأنفاسُ
تهبُّ الرِّمالُ علينَا
تُغطِّينَا
فَيصِيرُ هُو خَيْمَتِي
يرجُو لو يتمهَّلُ الزَّمنُ
و يتمَطَّى
فَوقَ ظَهْرينَا
و ضَوْءُ الفَجْرِ يَصْنَعُ مشهدًا
أزليًا يُطَمْئِنُنَا
كأنَّنا نطفُو و لا نغرقُ
هُو يُحَاصِرُنِي
فنصيرُ صدرًا واحدًا
لقَلْبينِ
يَغْرَقُ فِي جدَائِلِي
المُزْرَوْرَقَةِ
ثمَّ يُدَنْدِنُ
يطلبُ صفحًا
يعدُني بخلْخَالٍ من خَرَزٍ
و حبلِ أرجُوحةٍ متينٍ
كي لا يَنْقطِع بنَا
هو يضبطُ ساعتهُ
على موعدِنَا
لألتقيهِ
على منحدرِ تلٍّ مَا
أو ضفَّة نهرٍ مَا
أو حتَّى ربَّما
ألتَقِيهِ و يَلْتَقِينِي
صُدفةً .
الشيماء خالد عبد المولى
البلد : الجزائر
شاعرة و كاتبة قصص في ﺃدب الطفل و روايات في ﺃدب الناشئة ، حائزة مؤخرا على جائزة الهالة ﻷدب الناشئة و اليافعين دورة الدكتور ﺃحمد خالد توفيق