إنتخبوا مخ السرير بقلم السيناريست عماد يوسف النشار

إنتخبوا مخ السرير بقلم السيناريست عماد يوسف النشار
الخيال أهم من المعرفة، فبينما المعرفة محدودة فإن الخيال لا حدود له. الخيال هو حافز كل تقدم، ومنشئ أي تطور.”
ألبرت آينشتاين

“تنويه لابد منه”

هذه القصة من وحي خيال المؤلف .. وأي تشابه في الأحداث أو الشخصيات أو الأسماء هو من قبيل الصدفة لا أكثر ، واللي شايفها غير كده يبقى اللي على راسه بطحه 😁

إنتخبوا مخ “السرير”

أعلن مخ “السرير” التمرد على صاحبه ، بعدما توهم أنه لايميزه عنه شئ ، نظراً لإلتصاقه بصاحب السرير ومراقبته له في كل أحواله أوقات ولوجه إلى مضجعه ، سجل أحاديثه المباشرة مع أصحاب البيت ومكالماته الهاتفية ، فطن لكل وجهات نظره وأرائه حيال كل الأمور ، حتى أحلامه وهواجسه أثناء نومه إطلع عليها ، فقرر التمرد وبسط سيطرته على كل الأركان ، واستغل أول فرصة غياب لأصحاب البيت إنشغلوا بها عنه ، وأعلن عن هيمنته وجدارة مخه “السريري” بالقيادة ، عارضه كل ذو قيمة وأصالة ، وراحوا يعيدوا على مسمعه ماقيل عن زيف قشرته اللامعة وردائة قوائمه وخامته التي ينخر فيها السوس وسوء صنعته المتدنية ،.

وماكان لأصحاب البيت أن يستبدلوا “مخ” يحمل طابع الأصالة والعراقة بمخ “شاذ” عن الطابع العام بداعي التجديد والتغيير ، وتمكنوا من خلعه لبعض الوقت ، ولكن لطيلة غيبة أصحاب البيت ، نجح في الإلتفاف عليهم مرة أخرى بالحيلة والطرق الملتوية التي يجيدها ، فسارع بإخراج الروبابيكيا والكراكيب من صندلة البيت وسحاراته ومنوره وسطوحه ، وراح يغريهم بإمتيازات وعطايا ومناصب وشهرة لم يحلموا بها ، بل لم يجول بخاطرهم للحظة أنهم يستحقونها أو أهلاً لها ،.

فأنبطحوا له بعدما بايعوه على الخنوع والولاء ، والنفاق مع الذل والعواء على كل من يقترب منه ، فتطاوس عليهم وأغدق على نفسه بسيل من الألقاب حتى أشعرته أنه وحيد ” قرن” زمانه ، ثم راح يختار منهم ويوزع عليهم المناصب ، اولاً حن لبني جنسه واختار ثلاثة الواح تحصّن بهم وجعلهم من المقربين ، ثم رِجل “كنبه” كقرابة من الدرجة الثانية ، يتوكأ عليها ويهش بها كل من يحاول النيل منه ، ولحاف مهترئ يشغي بالبراغيث لزوم التغطية ، وكيس “مخدة” إتخذه كمامة لزوم التباعد وعدم الإقتراب من مخدعه ، .

أما أغرب ماوقع عليه إختياره ، “كلوت” لايتبين منه إن كان لذكر أو أنثى ، والأدهي من ذلك إنه إتخذ من “الكلوت” درع وسيف يستعين به كلما حانت ساعة وصول أصحاب البيت ، مستغلاً حياء ووقار وترفّع وأصالة الطابع العام لكل الأركان ، وهكذا ظل جاثماً على البيت العريق وظن أن الأمور دانت له ، حتى جاء وقت قدوم أصحاب البيت الذين أرسلوا عاملهم لينظف لهم البيت مما علق به وقت الغياب ، فقام بخلع مخ “السرير” الذي إنطفأت لمعته الزائفة وتشققت قوائمه الرديئة وغطاه السوس الناخر في كل جوانبه ، والقاه هو وكراكيبه خارج البيت الذي عادت له أصالته وطبعه الراقي مع عودة أصحاب المقام الرفيع .

إنتخبوا مخ السرير بقلم السيناريست عماد يوسف النشار

قد يهمك أيضا

عودة الجمهور ميري وملكي بقلم السيناريست : عماد النشار

تشيرنوبل التواصل الإجتماعي .. بقلم السيناريست عماد يوسف النشار

اترك تعليقاً