عادل صابر يكتب : شُخاخة طاهرة !!

عادل صابر يكتب : شُخاخة طاهرة !!

زمان كنت مسافر مصر فى القطر المكركب ، ابو كراسى خشب ، وكاوى الجلابية البلدى ، وكل شوية احط يدى على قبّتها اشوفها معدولة ، ولا اتكعَّمت من زحمة القطر ، عشان رايح مشوار مهم ، وطبعا القطر زحمة يجيرك ربنا يابو عمو ، بياعين ، وشحاتين ، اللى رجله مقطوعة ، واللى دراعه مملوخ ، واللى عينها وارمة وربطاها بطرحتها ، دا غير قفاصة البُح واللى الفروج اللى فوق الرف ، فوق راسك على طول ، والناس واقفة بين الكراسى ، زى يوم الحشر !!

المهم ، كانت قاعدة قبالى فى الكرسى مرة كبيرة ومعاها عيل صغيَّر ،
وقعد الواد يبكى ويقولها عايز اشخ .. عايز اشخ !! ، طبعا هي شافت الزحمة ومش حتقدر توصل للحمام ، وطبعا اكيد الحمام مدفوس بالركاب ، فراحت رافعة جلابية الواد ، وولته على فتحة الشباك وقالتله : شُخ يابسام !! طبعا بسام صدق مالقى الحكاية ساهلة ، وقعد يشنتر بعزمه ، كأنه بربخ واتفتح !! طبعا مع هوا القطر الشديد ، شخاخة بسام كلها رجعت عليا ، دعكتنى كلى ، وشى وجلابيتى ، والمرة تحاول تخلى بسام يتوقف عن الشنتير مش قادرة ، والمرة اتلهت من المفاجأة وانا اتلهيت مش عارف اخبِّب ولا اطبِّب ، وهى تزغق وتقوله : كفاية يامضروب دعكت الراجل !! وانا اضحك واقول : سيبيه ياخالتى سيبيه ، حرام عليكى ، والله ماتقطعى شخته !!

وبعد ماخلّص بسام شخاخة ، وقفت وقعدت امسح فى وشى وجلابيتى ، والمرة تحايل فيا وتقول : شخاخة العيل طاهرة يا أستاذ ، شخاخة طاهرة !! قلتلها : خلاص ياحاجة خلاص ، حصل خير والحمد لله اللى جات على كدة !! ورحت الحمام وغسلت وشى وحطيت شوية مية على الجلابية ورجعت ، ولقيت المرة كلها كسوف ، وقعدت تعتذر وتقول : اوعى تزعل ياحج ،

شخاخة العيل طاهرة ، قلتلها : طاهرة صح يا خالتى ، دا عيل برئ ، وخاصة شخاخة بسّام !! ضحكت المرة وقالت : والله ياولدى ماعارفة أوّدى وشى منك فين .. المضروب كسفنى ، وعلى طول بيعملها الواد ، داعك ابوه شخاخة فى البيت ، وابوه يضحك ويقول شخاخة طاهرة شخاخة العيل طاهرة !!

قلتلها مايهمش ياحاجة ، يعنى حتاجى على شخاخة بسام ، الدنيا كلها شخت علينا ، وياريت شخاخة طاهرة زى شخاخة بسام !! وقعدت المرة تضحك وتقول والنبى صُح ياولدى ، ربنا يكملك بعقلك !!

وقعدت افكِّر فى الموقف اللى حصل وسرحت مع نفسى وقلت : فى الدنيا بتقابلنا كتير فى حياتنا شخاخة طاهرة ، ياريت ماندققش عليها وناخد الموضوع بكل سهولة ونمسحوها بشوية ميّة قصدى شوية تسامح ، عشان الدنيا تمشى ، يعنى لو واحد غلبان غشيم شتمك فى مجلس بحسن نية عديها ، دى شخاخة طاهرة ، زى شخاخة بسام !!

لو واحد اتهزر معاك هزار تقيل ، استحمله ، وماتزعلش ، دى شخاخة طاهرة !! لو واحد طمع مرة فى حاجة بسيطة بقلة معرفة وجهل ، فوِّتها ياراجل ، دى شخاخة طاهرة زى شخاخة بسام ، خلِّى دايما المية جاهزة عشان تغسل وتمسح شخاخة الابرياء والأحباب والأصحاب ، كلها دى شخاخة طاهرة !! والله العظيم لو زعلت من كل واحد شخ عليك شخاخة طاهر ، ماحتكلم حد فى الدنيا وحتعيش لوحدك ، عشان الشخايخ الطاهرة كتير قوووووى ، ولازم تغسل وتسامح ، صدقونى يااخونّا ، الشخاخة الطاهرة احسن من حاجات كتير نجسة .

زى الخيانة ، دى اللى ماينفعش فيها المية والا الديتول حتى، لازم تاخد حقك منه وماتسيبهوش ياكش تموت حتى !!

المهم ، كان ساعتها واحد صاحبى من بلدنا فايت فى القطروشافنى مبلبل ، واندهش وقال : ايه ده يا استاذ عادل ؟! ، انت جبت الجلابية من الغسالة ولبستها ؟! ضخكت وقلتله : هههههههههههه لا والله ياعم حسين : دى شخاخة طاهرة .. شخاخة بسّام !!

طبعا مافهمش الحكاية ، وضحك وقاللى : صُح ايه حصل معاك ، وشخاخة طاهرة ايه ، وبسام مين ؟! وهىَّ فيه شخاخة طاهرة ههههههههههههههههه ؟!

قلتله : وووووووه كتير ، ياما فى حياتنا بنتدعك بشخايخ طاهرة كتير ، ونغسلها بشوية مية .. قاللى كيف ؟! قلتله : الموضوع كبير يا حسين لما اقابلك فى البلد حاحكيلك كل حاجة ، بس انت ابقى فكِّرنى بالشخاخة الطاهرة وانا حاافهّمك كل حاجة !!، وضحك وسابى ومشى !!

اترك تعليقاً