مسرح اشرف عتريس

عصام السنوسي يكتب : مسرح أشرف عتريس  ليس تلك اللافتة التي أحلم برؤيتها معلقة

مسرح أشرف عتريس  ليس تلك اللافتة التي أحلم برؤيتها معلقة على أحد مسارح عروس الصعيد لكنه هذا الواقع المُتجسد على خشبة مسرح محافظة المنيا .
منذ ثلاثة عقود أتابع العروض التي تقدمها الفرقة القومية المسرحية ؛ عشرات النصوص والمخرجين ومصممي الديكور والملابس والإضاءة والشعراء والملحنين والمغنيين والممثلين شارك الجميع بوضع هذه الفرقة في المقدمة ؛

وحين دعاني أخي وصديقي ورفيق رحلة الإبداع الشاعر والمسرحي الكبير أشرف عتريس لمشاهدة عرض { بيرجنت النساج } الذي كتب أغانيه وأشعاره ؛ وجدت حالة مسرحية مغايرة لما اعتدته ؛ هذا ما أطلق عليه ( مسرح أشرف عتريس ) نص عالمي ماتع لـ هنريك إبسن ؛ مخرج مثقف يعي تماما مفردات العمل المسرحي ويضفرها بشكل سلس مستفيدا من كل مفردة لخلق تلك الحالة المسرحية ؛ أشعار وظفت أشكال شعرية منحت النص أبعادا درامية ساهمت بالقدر الأكبر في توصيل الرسالة المسرحية ؛ ملحن متمكن من مواكبة الموسيقا لإيقاعات الشعر مع دفء الأصوات الغنائية له وللمغنين المشاركين ؛ إضاءة مبهرة لكل نقاط المسرح ؛ أزياء وملابس تناسب تماما الأدوار التي صممت من أجلها ؛ الديكور وإن كانت قطعه كثيرة ومكررة تسببت في تكدس على الخشبة في بعض المشاهد التي يشارك فيها الممثلون والراقصون نظرا لضيق الخشبة النسبي ؛ الأداء الحركي للراقصين لم يتسبب في أي ارتباك في المشاهد التي يظهر فيها عدد كبير من الممثلين ؛ المراجعة اللغوية ساهمت في تحجيم أخطاء الممثلين الذين أبهرونا الكبار منهم والجدد الذين سيطروا على أكثر الأدوار ؛ الدعم الذي وفره عدد من النجوم الغير مشاركين في العرض ؛ المؤكد أن جميع المشاركين خرجوا من عباءة أشرف عتريس وتعلم أكثرهم المسرح من كتاباته وأفكاره وتجربته الكبيرة فكان هذا التميز من فريق العمل ؛ مسرح أشرف عتريس تجسد بالفعل ؛ تحية تليق به ؛ وتعظيم سلام باحترام لكل المشاركين

اترك تعليقاً