ليه اتغير طعم الشاي ديوان بطعم الانتماء للوطن بقلم الناقد نبيل مصيلحي

ديوان بطعم الانتماء للوطن .. والشاعر” علي الصروي” ــ في سابقة إنسانية رائدة تحسب للشاعر “على الصروي” ، مارسها في ديوانه الأول الذي نحن بصدد الكتابة عنه ، والذى اختار عنوانه .. ( ليه اتغير طعم الشاي ..؟! ) ، ليطرح سؤاله المدهش هذا ، والذي يمثل نقطة تحول من شئ لشئ آخر ، ليس على مستوى الشاي الذي يحمل في مكوناته مادة “الكافيين”

التي تؤثر على مزاج الشارب فقط ، بل لعله يبحث عن علاقة ما بين التحول المادي المتواجد في الشاي ، وهذا التحول الوجداني المعنوي في النفس البشرية ، والمتمثل في الشعر ، تلك المواجهة الدائمة في الحياة . وكعادتي عندما أكتب عن ديوان شعري ، يتناوله القراء ، لا أجد نفسي في حيرة من أمري ، فأراني أتوق دائما أن أتناول الديوان من باب تقديم صاحبه للحياة الأدبية ، وأترك أبواب الديوان أو العمل الأدبي مفتّحة للباحثين في محتواه ومكوناته، وجمالياته الإبداعية . والذي راق لي في هذه الديوان تنوع قصائده ، لتلمس عن قرب ما في الواقع من أحداث وحواديت وحكايات لا تنفلت عنه ، فهي تجسد ما يدور في أيامنا ، وزماننا ، ونفوسنا .. بين ما يحدث في أُسرنا ، وعوائلنا ، ومجتمعنا ، ووطننا ، وهذا نجد فيه ماهية الشعر .. هدفه ، غايته ، فكرته ، موضوعه ، طرقه ، أساليبه ، كل ما ذكر من أجل تحقيق الهدف والغايه من كتابة الشعر ، وقد وفق ووصل الشاعر إلى مرساها . لم يكن هدف الشاعر من وراء القصيدة اللهو والعبث ، حتى إن مال بعض شعره إلى السخرية في بعض المواضع ، فهى تهدف إلى غاية إنسانية . كما أن الشاعر يعلن عن وطنية خالصه بريئة من المصالح أو الرياء أو النفاق ، فكتب بما لا يدعو إلى الشك حبه وانتمائه لوطنه الطيب ” مصر ” أم الدنيا . ومما زاد في وطنيته ، ما كتبه عن الشهيد طيار إبراهيم الحداد ، والذي نقل بلسانه أحاسيس ومشاعر أمه ، ويا لها من قصيدة تقطر عواطف صادقة سهلة عميقة وتصبح أيقونة الديوان . أشعر وأنا أكتب هذا الاستهلال أن هذا الديوان .. ( ليه اتغير طعم الشاي ..؟! ) أني أرى كل ناحية في عالمه السهل الممتنع عميق المعنى ، وأرى أشخاصه ، وأعيش مع حواديته الحياتية ، مما يحقق الهدف من القصايد ، فما فائدة أن تأتي بمفردات معجمية لا تعبر عن واقع القارئ ، ومما سيسعدني أن أرى هذا الديوان بين أيدينا . هذا الديوان الأول للشاعر “علي الصروي” ، وهو لديه الكثير من الأعمال الشعرية ، والتي تستكمل معه حكاياته ورؤاه ووطنيته ، وأتمني له التوفيق ، وأن لا يتأخر الشاعر في التجهيز للديوان الثاني .

الكاتب الصحفي نبيل مصيلحي

عضو اتحاد كتاب مصر

اترك تعليقاً