إلى صديقتي مع التحية بقلم : نهي رجب
صباح السكر
صديقتي الحبيبة /..كيف اودعك؟وكيف تطلبي مني ان ابتهج؛ لأنناسنتواصل معا عن بعد؟ هل هذا التلاقي الافتراضي سيعوضني عن تحدثي إليك وجها لوجه ؟هل سيعوضني عن كل اللحظات التي لن نقضيها معا؟ حين نثرثر ، ونبوح ونشكي ونحكي ثم ننهنه بالبكاء ،ونكفكف دموعنا بطرف كُمِنا،ثو نعود نتذكر الأعراس ولحظات الميلاد والنجاحات اضحك من القلب ، واتذوق المزيد من معجناتك المدهشة تلك الكُرَيات المحمرة المُسَكَرة التي تذوب في الفم.
لن انسى ذلك اليوم، كنا مازلنا اصدقاءً جددا ،نتقلت للتو إلى البناية، وعلمت انك جارتي، ترددت للحظات ،وقررت أؤجل زيارتك لأيام ؛حتى انتهي من ترتيب أموري بالمنزل الجديد،واكتفيت بمكالمة
تعارف قصيرة .
خِفتُ ان تخونني لغتي الإنجليزية؛ حين اتحدث معك لكنكِ أزَلت هذا الحاجز بيننا ،بادرت بدق جرس بابي كانت ابتسامتك المشرقة اول مانفذ إلى قلبي .
دعوتك للدخول ،فاعتذرت لأنك مازلت تعدين الطعام ودعوتني لزيارتك في شقتك لتناول الشاي في المساء.
أنت البداية التي رسمت اولي ملامح صداقتنا .
كم كان بيتك مرتبا انيقا، يشبهك تماما في لباسك الرائع الملون الزاهي .
احببت الزهور الجورية المجففة في اللوحة والأريكةالبنية بلون القهوة، وحديثك عن اختك واسرتك .انجذبت أكثر لرقة صوتك، ونبرته الجادة في حوارك المثقف الجميل . لامست نفسي كل التفاصيل المنمنمةالتي تسرديها عن شوقك لوطنك الشوارع والبيوت وفتحنا معا صندوق الذكريات عن المدرسة والجامعة المذاكرة والامتحانات و قليل من التفاهات البريئة والكثير من اللعب واللهو وممارسة الهوايات.
قد تختلف الأماكن والأشخاص ،لكن كلانا يحمل حقيبة ونصف قلب مشطور ونصف آخر معلق بين السماء والأرض يرفرف وينتظر …
ورغم انني.لم نشعر قط بغربة، بل احسست كاني في وطني الثاني الذي عشت فيه اجمل سنوات عمري عشرين عاما مضت في تشييد مملكتي الصغيرة اسرتي وإنجاب ابنائي وتربيتهم ورعايتهم كبروا أمام عيني في حياة رغدة آمنة.
تابعت زوجي يصعد سلم الطموحات الوثابة درجة درجة ولطالما كنت فخورة به باحثا واستاذا جامعيا للغة العربية وسرني اكثر ترقياته ونيله مايستحق من مكانة تليق بجهده وتفانيه في حب العربية وشغفه بالبحث والإدارة والتنظيم والتنسيق وإبداعاته دوما خارج الصندوق مازال يحمل روح شاعر قديم وهمة باحث وقلب اب حنون .
بينما نمت آمالي على نار هادئة ووجدت مايلهمني في الأماكن والأشخاص وعلى الفضاء الإلكتروني لأستمر في الكتابة والقراءةوالتفاعل .
لعلك صديقتي وجدت شبيها بذلك حين التحقت بوظيفة تحبيها، وامضيت اعواما مع زوج عطوف وحياة هانئة وصديقات متباينات من كل بلد .
كم نحن محظوظات بوجودنا بالإمارات العزيزة، ممتنة لتلك الصداقة التي جمعتنا ،وسعيدة لأنني تعرفت على العديدمن الصديقات ،تشاركت معهن شغفي بالقراءة والكتابة وجميل اوقاتي .
لم يعد مايفصلنا لغة أو حتى لَكنة ولهحة محلية صعبة او اختلافات بالشكل، او المنطق او حتى وجهات النظر او التقاليد او طريقة اللباس ،جُلَ مابحثت عنه المحبة والتواصل الإنساني الراقي الصادق ولذلك احببتكِ وكنت ومازلت صديقتي المفضلة .
تناسيت اختلاف اللغة، وحاول كل منا ان يُبَسط للآخر مايقصده من معني_ بشكل جمل مختصرة مفهومة ،تم التواصل والتفاهم واستمرت اللقاءات ليمتد جسر المحبة بيننا يتقوي أكثر وأكثر ؛حتى انتبهت نلظرة عينك وإشارة يدك ونبرة صوتك، وصل لي بعض المعني واجتهدت لأفهم كل حديثك مثلما فعلتِ بالمثل .
تشاركنا الكثيرمن الأفراح والأتراح والمناسبات والأعياد ،وتعلمت منكٍ عددا من الوصفات ،رغم كونك امرأة عاملة، لكنك كنت ماهرة في صناعة الحلوى
لم تسافري قط في رحلة دون ان تمري لتلقي التحية وأتمنى لك سلامة العودة ،وتعودي لتحملي هدية واري في عيونك شوق اخت.
لاأعرف كيف اقول وداعا اليوم هنا عبر الهاتف، وانت هناك في المطار ،ظروف منعتك ان تاتي ،لاألومك لا عتاب بين الأحبة ، هناك غصة في القلب وانا اسمع حديثك المتقطع الحزين، وانت تتمنين لي السلامة والسعادة .
لم تواتيني الجمل لأعبر لك كم كان يعني لي وجودك قربي جارة في بيتي السابق، وصديقة حبيبة على مر سنوات طوال .
إلى صديقتي مع التحية
كيف اتقبل انك لن ترجعي من رحلتك ونلتقي ثانية ؟
لن اراك قرب بابي تحملين صحن الحلوي ،وانت تجتهدين في النطق بلغة عربية مكسرة وبعض الكلمات تظهر بطريقة ظريفة تدعو للابتسام .
لااعرف كيف تسرب الوقت من بين يدي بهذه السرعة؟
هل مرت نهارات كثيرة ولم ارَ ابتسامتكِ ؟
هل انا منغمسةإلى هذا الحدفي شئوني الأسرية وبصحبة كتبي وأقلامي ؟
هل اكتفيت بمراسلتنا الإلكترونية القصيرة ؟
أتماديت قليلا في تأجيل لقاءنا ؟
اعلم ان الحياة دوما تفجؤنا بالغريب ،والمتناقض وقد تمنحنا بقدر ماتسلبنا .
لعل صداقتنا اقوي من مجرد تجربة بعاد تفرقنا مكانياً ،واظن ان علاقتنا ستثبت على مر السنوات القادمة كم هي صداقة لها جذور ثابتة .
دعيني لاأقول وداعا بل اقول سلاما يااعز حبيبة وصديقة وإلى لقاء قريب ا_يا كان نوع الجسر الذي سيصلني بك ؛ سوف نتشارك فتافيت الحياة وستصبح شاشات هواتفنا الذكية نوافذ للثرثرة المحببةالتي نُشرِعها متى أردنا.
اعدك ان أُحَسِن مستوي لغتي الإنجليزية وعديني ان تتعلمي المزيد من الكلمات بالعربية، وحَدْسِي يخبرني انه لاشيء سيعوق تواصلنا
لالُغة ولا بُعد ؛لأن رسائلي إليك_ صوتيا او عبر المنصات المرئية_ سابثها شوقي وحكاياتي وبعضا من روحي .
اتمنى لك رحلة آمنة،وانتظربشوق لقاءنا المرتقب عن بعد (اون لاين)
صديقتك نهى رجب
جزء من الرسالة مترجم إلى الإنجليزية .
My sweet friend
How can l say goodbye ?
How do you ask me to be happy when you tell me that you will call me online ?
Is this similar to seeing you face to face ?
Is this going to be like all events whice we used to do together? Speaking and tasting your delicious sweets.
l cant forget this day years ago when we were just new friends, When i arrived to my new flat and knew that you were my nighbour …
All greetings from
Your friend :Noha Ragab
قد يهمك أيضا