الأربعاء | 2024.04.24 | 11:13 ص
مصطفي معاذ

احن إلي خبز أمي | بقلم : مصطفي معاذ

لحظات جميلة وعتيقة وعميقة ونادرة .تستحضرها النفس البشرية حتي بعيش الواحد منا في أزمنة غابت وهو حاضر في المستقبل القريب المشرق باذن الله تعالى.النهارده تذكرت يوم الخبيز في بيوت الواحات المصرية الأصيلة واللي كان بيحصل كل يوم في بعض الأحيان.افتكرت امي وكل ام طبعا وهي بتجهز الخميرة اللي كانوا يشيعونا نجيبها ودا طبعا غير الخميرة الحتل .اللي بتتحط في (ملقون)صنع خصوصا لهذا الغرض .
والتجهيز والحمية والماجور والكلام الجميل اللي كان يصاحب الخبيز(أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.بسم الله الرحمن الرحيم.ثم تصلي عليةالني مع كل ايقاع عجنة بصوتها المعروف وبعدين يبدأ الحوار الشعبي الكبير بين الام وبين العجين …اكتر كما كترت امك .اخدوك في البداير وجابوك في الشكاير وبعدين الاستعاذة من عطرس وبطرس وهما كما تقول الأهالي في الخارجة عطرس وبطرس عند الطابونة قبل توليع النار .
وبعد مرحلة التقطيع في المقارس أو الطاولات الخشبية من النخل يقوم الجمع الي مرحلة تبزيز العيش يعني شكة في المنتصف بشوكة نخل أو غيرها وبعدين العيش يتحط في الشمس عشان كده سموه العيش الشمسي وفيه ناس تقول عليه العيش الروسي.عشان في فترة كان القمح بئيجي الفاخر من روسيا الصديقة لمصر.القرس ابو سمن وسكر هو أهم حاجة عند اطفال الواحة وهو قرص صغير الحجم يوضع بداخله السمن والسكر.
وقدرة الفول أو البليلة اللي فوق الطابونة ولمت الجميع على الطبلية الواحدة في يوم الخبيز بيبقي شيء رائع جدا.فيه حجات حلوة زي تحميص الفول والبلح والفول المدمس وشوي البطاطا واحيانا البصل .
اجمل ما الأمر كله في تقديري شديد التواضع لما امك بعد كل المجهودات الكبيرة تبدأ في توزيع العيش للأهل والجيران وهي عادة قديمة وفيها من روح الحياة والإخلاص والعطاء ما فيها زمان كان اجمل من الآن عشان آلإخلاص والمحبة الصادقة الصافية النقية الطاهرة الزكية المتجردة التي كانت تجمع كل أهل الواحة علي قلب رجل واحد.
الواحات لون لا يصنف من البهاء والروعة ويحتاج الباحث في تراثها وثقافتها الشعبية إلى إخلاص يماثل إخلاص أهلها والحمد لله علي كل حال . التعاون هو اللي خلي الحياة جميلة.هو اللي حسس الناس أنهم أهل وهما فعل أهل فالعلاقات في الواحات علاقات قرابية والسيرة الطيبة اللي سابها ناسنا القدام أتمني من الله أن يلهمنا الصواب ويرضى عنا جميعا.والسلام ختام

اترك تعليقاً