في السابع والعشرين من ديسمبر عام 1978، كان خبر وفاة رئيس الجزائر الراحل هواري بومدين هو عنوان الصُحف العربية، ليخلد في ذاكرة الأمة الجزائرية وتاريخها الحديث.
إن رحيله كان لحظة فارقة في مسيرة الجزائر الحديثة، حيث ترك أثرًا لا يُمحى في تطوُّر هذا البلد العريق.
هواري بومدين | من هو؟
ولد هواري بومدين في 23 أغسطس 1932 في قرية “ميس الجرى” في ولاية تيبازة بالجزائر.
كانت طفولته تمر بظروف صعبة، خاصة في ظل الاستعمار الفرنسي، حينما اندلعت ثورة التحرير الجزائرية عام 1954، كان بومدين طالبًا في مدرسة الصحافة في باريس.
الثورة الجزائرية:
انخرط بومدين في صفوف جبهة التحرير الوطني (ج.ت.و)، الذراع السياسية للمقاومة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي.
كان له دور بارز في التنظيم والتخطيط للعديد من العمليات الثورية، تعرض للاعتقال من قبل السلطات الفرنسية، لكن ذلك لم يثنه عن التصدي للمستعمرين.
رئيس الجمهورية
بعد استقلال الجزائر في 1962، تم انتخاب هواري بومدين رئيسًا للجمهورية، وبدأ في تحديث الهياكل الاقتصادية والاجتماعية للبلاد.
كان له دور رئيسي في تعزيز الوحدة الوطنية بين مختلف الفئات الاجتماعية والثقافية.
حقبة الاشتراكية والتحولات:
تميزت فترة حكم بومدين بالتوجه نحو الاشتراكية والتحولات الاقتصادية الكبيرة.
قام بتأميم العديد من القطاعات الاقتصادية الرئيسية وإعادة توزيع الأراضي.
كما قاد حملة لتعريب الاقتصاد وتقوية دور الدولة في توجيه السياسات الاقتصادية.
الحركة الثقافية:
كانت حقبة حكم بومدين أيضًا مرحلة هامة للحركة الثقافية في الجزائر، شجع على تطوير اللغة العربية وتعزيز الهوية الوطنية الجزائرية.
نفذ إصلاحات في التعليم لتحقيق أهدافه في بناء جيل مثقف وواعٍ.
وفاة رئيس الجزائر هواري بومدين
في الثمانينات، شهدت الجزائر تحولات سياسية واجتماعية، حيث بدأت التظاهرات المطالبة بالديمقراطية والتغيير تشتعل.
في 1988، اضطر بومدين إلى القبول بتغييرات سياسية، مع فتح النظام السياسي للمزيد من التنوع.
طالع أيضا: من هو الممثل لي سون كيون | سبب انتحار الفنان الكوري!
في السابع والعشرين من ديسمبر 1978، أُعلِن وفاة هواري بومدين.
وبعد مرور أكثر من أربعين عامًا على رحيله، تظل ذكراه حية في قلوب الجزائريين، فقد كان رمزًا للتحرر والوحدة الوطنية والتقدم الاقتصادي.