انا وجمال التلاوي ذكريات لاتنسي الحلقة 4
كنا قد تناولنا في الحلقات السابقة بعض ملامح الحركة الادبية في مصر منذ منتصف الثمانينات وكيف كان المشهد الثقافي علي درجة كبيرة من التوهج .
وبعد عودة جمال التلاوي من الفيوم واستقراره بكلية الآداب جامعة المنيا بدأ بالفعل في دمج الأنشطة بين نادي الأدب بمحافظة المنيا وبين كلية الآداب وسخر كل شيء من اجل النهوض بالحركة الأدبية بالمنيا والصعيد وامتد هذا النشاط حتى طال مصر كلها .
فاقام الندوات الكبري بالجامعة واستضاف رموز الإبداع من العاصمة الأولي والعاصمة الثانية وبعض محافظات البحيرة وأصبح اسم التلاوي ” نار علي علم ” وبدأ يناقش قضايا لائحة نادي الأدب من خلال موقعة في أمانة ادباء مصر كأمين مساعد عن الصعيد .
كانت الامور في هيئة قصور الثقافة ليست علي مايرام قبل تولي حسين مهران رئاسة الهيئة والحق أقول ان هذا الرجل تعاون مع الأدباء وأحس بهم كثيرا وكما ذكرت ان هناك صداقة طيبة كانت تربطه والتلاوي .
وبدأ مهران في فتح الباب علي مصراعيه للنشر بالهيئة برغم إن هيئة قصور الثقافة لم تكن هيئة نشر لكن الرجل حولها إلي هيئة كتاب أخري .
وأسس إبداعات أدبية للشباب وأصوات أدبية للكبار .
وبرغم ان هيئة الكتاب كانت تصدر سلسلة اشراقات أدبية برئاسة عبد العال الحمامصي وكانت تبيع الكتاب بـ، 35 قرش ومع بدايات تلك السلسلة نشرت لجمال التلاوي مجموعته القصصية ” والفجر” تلك المجموعة التي تم مناقشتها في أكثر من محفل وعلي صفحات الجرائد القومية والعربية .
في ذلك التوقيت كانت الزيارة إلي الهيئة العامة للكتاب له مذاق خاص وكنا نحس ونحن نطوف بها اننا في عالم أخر وكان يتولي رئاستها في ذلك الوقت الراحل سمير سرحان ذلك المنصب الذي لم نكن نعلم أن جمال التلاوي احد أدباء الجنوب والمناضل الثقافي في ربوع مصر من اجل نشر الوعي الثقافي في الأقاليم سيتولي في يوم من الأيام ارفع المناصب الثقافية في مصر وهو رئاسة الهيئة العامة للكتاب ،
في الحلقة القادمة سنتحدث كثيرا حول تلك النقطة وأهمها ” ماذا فعل جمال التلاوي عندما تولي رئاسة الهيئة العامة للكتاب ، سنحكي قصتها غدا أن شاء الله واكتب لكم تلك الذكريات وأنا في حالة من النعاس الشديد وقد تناولت وجبة السحور وكنت قد نويت عدم الكتابة اليوم لكن اليوم تحديدا منذ بدايته كان يوما جميلا جدا حيث للمرة الأولي التي يهاتفني فيها التلاوي في الساعات الأولي من الصباح ليبلغني انه بخير بعد تعب يومين سابقين شديد لكن كانت نبرة صوته لا تخلو من التعب لكنه أراد أن يشكر كل الأصدقاء ويطمئني علي حالته الصعبه بعض الشيء لانه يعلم أنني كنت في أمس الحاجة للاطمئنان عليه وكانت مكالمة سريعة لكنها زاحت من علي القلب غمة ثقيلة كادت أن تقضي علينا جميعا نحن المقربين منه .