في الشعر العربي قديما، استخدم الشعراء أبياتاً كـ عبارة عن الألغاز، وهو ما يثير فضول القارئ ويترتب على ذلك اختبار ذكائه.
قول شاعر :بربك ما ثلاثيه وان شئت رباعيه
الأبيات الشعرية أعلاه مأخوذه من احدى القصائد، وكلمات، “بربك ما ثلاثيه وان شئت رباعيه” تعتبر أحد الأمثلة البارزة على ما تطرقنا إليه في المقدمة.
وبتحليل الكلمات نجد أن الشاعر يقدم للقارئ تحديًا ممتعًا حين إذ يطلب منهم التفكير وبشكل غير مباشر في كلمة محددة يمكن أن تكون مكونة من ثلاثة أحرف أو أربعة أحرف دون أن يتغير معناها.
وعندما يقول “وان شئت رباعيه”، يمنح القارئ حرية الخيار في تكوين الكلمة بأي شكل يروق لهم، شريطة أن تظل المعنى ثابتًا.
وبعد التأمل والتفكير، تظهر الإجابة بوضوح: “جنه” أو “جنات”. إنها كلمة تتألف من ثلاثة أحرف في الشكل الأول، وتتألف من أربعة أحرف في الشكل الثاني، ومع ذلك، يظل معناها ثابتًا، مما يبرز براعة الشاعر في اختيار الكلمات وصياغة الألغاز.
ختاماً:
تعكس هذه الألغاز الشعرية الجمالية والفنية للغة، وتساهم في تحفيز العقل وتعزيز مهارات التفكير النقدي لدى القراء. إنها تذكير بقدرة الشعر على التأثير والتواصل بطرق متعددة، وتبرز القدرة الإبداعية للشعراء في إثراء ثقافتنا اللغوية والأدبية بمثل هذه الأعمال الفنية المتقنة.