والله ماقادر انسى الحكاية دى من نهارتها ، ومين يقدر ينسى اللى حصل فى اليوم ده !!، كان يوم ماطلعتلهوش شمش ، يوم ماماتت المرحومة فطّوم مَرَت المرحوم جمعة ابو شنّة ، بعد ماماتت الله يرحمها ، واتلمت الناس ، وجات المغسِّلة غسّلتها ، ونبهوا ع الفحار يفحت القبر .. كانت الشمس خلاص حتغطس والمغرب داخل ، المهم على ماجابوا الكرب وكفنّوها كان الوقت سرق الناس والضلمة غطت الجبل ، وأول مانزلوها فى الجبانة ، وولدها حسان شاف قبرها وقام زعق زعقة زلزلت الجنازة ، وقال ، دى مش قبورنا ياناس ، دى قبور بيت اللوّاش ، واتلمت الناس وقالوا : يبقى الفحار غلط عشان قبور بيت اب شنّة جنب قبور بيت اللواش باللطع ، وكان الفحار لسة جديد ، عيل صغير مسك الشغلانة بعد ابوه مامات من شهرين !! المهم قعد حسان يزعق ويقول للفحار : ليه عميت ياخوى ، مش عارف قبورنا من قبور بيت اللواش ….عليا الطلاق أمى ماحتتدفن فى قبور بيت اللوّاش لو قطعتوا رقبتى ، المهم اتلمت الناس ع الجبانة ترش الحصى ماينزل الأرض ، ياولدى هلل كبِّر ، مفيش ، حسان راسه وألف سيف مايدفن أمه فى قبور بيت اللوّاش ، وصمم ليكحتوا قبر جديد لامه ، وماحدش عارف سر تصميمه على كدة ، زعق الحاج سعيد ابو زريطة وقال : خبر ايه ياحسان ياولدى ، ماكلها قبور ، اى قبر وخلاص ، هو النفر على مامات ياولدى مش طوبة واترمت !!
ونَط عبود المقرقر وكمل كلام الحج سعيد وقال : ماخلاص ياحسان ياولدى ، تبع كلام الحج سعيد ، والناس مش غريبة على بعضيها ، بيت اب شنّة وبيت اللوّاش واحد ، مش غراب على بعض !! والناس كلها ع الجبانة همهمت وقالت ، والله واحد ، واقبل الناس ياحسان ، كرامة الميت دفنه ياولدى ، ماتبهدلش امك ، عيب ، الناس تقول ايه عليك ، تقول هان امه على القبر !!
قام نط جابر العليقى وقال : وبعدين ياحسان ، دا القبر ياخد تلَت ساعات كحت ، ماتلمها ياوَد اخوى ، الناس وراها مصالح ، وكرامة الميت دفنه على رعى الحج سعيد !!
قام حسان قال ياخوانا ، كلكم عارفين الاصول ، واى واحد مكانى مايرضاش ان امه تتدفن مع الغريب !! امى تتدفن براحتها ، ساعة اتنين تلاتة ، اللى يقعد معاى يقعد واللى يغور يغور ، لكن كوْن انى ادفنها فى قبور بيت اللواش مستحيل ، والله مايكون فيها قطع رقاب ، بقى امى الطاهرة النضيفة ، اللى عمره ماحد شاف كعب قدمها أدفنها جنب سعد اللواش ، اظن كلكم عارفين سعد اللوّاش ، بتاع الحريم ، نطّاط الحيطان الله يكرفسه !! دا ماكانش مخلى مرة فى النجع الا وليه معاها حكاية ، طاب ترضوها امى تتدفن مع سعد ؟!، ياناس اتلموا وعيب عليكم ، وكل واحد يحط لسانه فى خشمه !! عايزينى ابقى معيرة فى البلد العمر كله ، عليا الطلاق ماناقله من هنا الا لما تتدفن أمى فى قبورنا مع ابويا الله يرحمه ،قوم يافحار الشوم اكحت ، انت اللى جبت دا كله !!
وابتدا الفحار يفحت قبر جديد لفطوم الطاهرة النضيفة بعيد عن بيت اللواش !! والناس منهم اللى مشى يشوف مصالحه ، ومنهم اللى قعد مع حسان لغاية ماامه تتدفن براحتها .
القصد ، فقت من الذكريات وقلت ف نفسى ، واللهِ الدنيا اتقلبت ، والزمن اختلف ، كانت الناس زمان تخاف على العرض حتى من الميت ، ماترضاش تدفن ميتينها مع ميتين ناس تانى حتى لو كانت غلطة فى القبور ، كان يخافوا من الأختلاط حتى مع الميتين مش الحيين ، دلوقتى اختل نظام الكون ، واتقلبت الموازين ، وبقينا خلطبيطة ، مش عارفين الحادى من المنادى ، ولا القريب من الغريب ، بقينا زى غلة البسلة !! الله يرحمك يافطوم ياطاهرة يانضيفة .