تونس والتونسيون
تونس والتونسيون

تونس والتونسيون بقلم احمد قنديل

تونس والتونسيون بقلم احمد قنديل

من نتائج قراءاتي في أسفار أصدقائي وصديقاتي التونسيين والتونسيات
ومن خلال ما قرأته على كفوف عقولهم و أفكارهم , وما خبرته من سفرياتي المتعددة لتونس الحبيبة قبيل الجائحة , أحدثكم اليوم عن تونس و التونسيين
.
أولا
….
كل مدينة من مدن تونس هي وطن قائم بذاته , وجوهرة متصلة بباقي جواهر عقد تونس الكبرى
فأهل نابل يفخرون بانتمائهم لنابلهم ووطنهم القبلي , وأهل المنستير يفخرون بالمنستير وكذلك اهل قابس يفخرون بقابسهم وكذلك سيدي بوسعيد , وسيدي بوزيد , و توزر , وقفصة وصفاقس وسوسة .. وباقي المدن إلخ
وهذا الانتماء الجزئي يقطرون ورده وزهره في مواسم التقطير ليصبوا عطره , وماء زهره في وعائهم الكبير (تونس الكبرى ) , وتونس الكبرى هي البوتقة التي يتجاور فيها البورقيبي والنهضوي والعلماني والمتحرر والمتزمت . هذا التنوع يعطيها سعة في الأفق , ورحابة في صدر التفكير لقبول الآخر رغم الاختلاف , ولن يبقى في النهاية ويستمر في تلك البوتقة إلا من يريده التونسيون ويرونه مناسبا لتطلعاتهم ليصنعوا من هذا الانتماء العطري والتنوع الفطري نشيدهم الوطني.

حماة الحمى
يا حماة الحمى
هلموا هلموا
لمجد الوطن ْ
.
ثانيا
….
الحرية عندهم ليست شعارا قوليا يرفعه الناس عندما يشعرون بالكبت أو الضغط الإنساني أو الاجتماعي أو السياسي الوقتي .,, بل ( وأعني الحرية )هي وسيلة عيش وحياة وليست وسيلة فقط إنما هي عند التونسيين هي الحياة وهي وسيلة وغاية في نفس الوقت .., وهذا يفسر لنا كثرة التظاهرات وتنوعها مكانا وزمانا مطالبة بالحقوق المختلفة حتى لا يكاد يمر يوم من الأيام في تونس إلا ونجد تظاهرة هنا أو هناك.

قد تكون صورة لـ ‏‏٢‏ من الأشخاص، بما فيهم ‏أحمد قنديل‏‏

ثالثا
….
التونسيون يعشقون رموزهم الثقافية والوطنية ولا يألون جهدا في الافتخار بتلك الرموز بداية بعليسا الجميلة , إلى ابن خلدون الذي خلدووه بتمثال في شارع الحبيب بورقيبة ومرورا بابي القاسم الشابي الذي صارت قصائده نشيدا قوميا للبلاد ,, كما افتكوا من بيته الشهير ( إذا الشعب يوما أراد الحياة ) , أقول افتكوا من هذا المعنى شعار ثورتهم ( الشعب يريد ) .. حتى أنني أجد أن كثيرا من قصائد أصدقائي وصديقاتي من الشعراء المحدثين بعد الشابي ساروا على نفس نهج الشابي في الشكل والمضمون وصار بحر المتقارب الموسيقي ( فعولن فعولن فعولن فعولن ) (بحر قصيدة الشابي الشهيرة ) .. إذا الشعب يوما أراد الحياة … أقول صار بحر المتقارب هو البحر الغالب على قصائد من يكتبون الشعر بعد الشابي تأثرا بقصيدته هذه , وبتكرارها ليلا ونهارا على مسامعهم فأورثتهم نغمها , كما أورثتهم روح الإباء والتحدي والرغبة في الحياة الحرة الكريمة ..,,
كما خلدوا بيرم التونسي رغم حياته في مصر ..,, كما نرى عشقهم للزعيم بورقيبة وجعلوا له تمثالا في شارعه الشهير بتونس العاصمة وانتهاء بطاهر حداد , بمحمود المسعدي , والبقلوطي , ومحجوب العياري ومرورا بالصغير أولاد أحمد .., وشكري بلعيد , وهشام جعيط.

قد تكون صورة لـ ‏‏٤‏ أشخاص‏

رابعا
….
نساء تونس …. نساء ونصف
هكذا وصفهم شاعر ثورتهم الشعرية في تونس الصغير أولاد أحمد
.
كتبتُ كتبتُ
فلم يبقَ حرفْ
وصفتُ وصفتُ
فلم يبق وصفْ
أقولُ إذن
باختصار , وأمضي
نساء بلادي
نساء ونصف
.
وهذا التعبير المجازي الكنائي ( نساء ونصف ) للشاعر (أولاد أحمد )عن نساء تونس
يجعلنا نبحث عن معناه ومراده لنرى حقا أن المرأة التونسية امرأة في بيتها تعرف ما يراد منها وتلبي حاجة بيتها و أولادها بكل حب و بل وتبالغ في العطاء, ,, ناهيك عن ان المطبخ التونسي على يديها صار من أشهر المطابخ العربية تنوعا ونكهة وموافقة مع مقاييس المطبخ العالمي .. وفي نفس الوقت هي امرأة تهتم بنفسها كأنثى وتفتخر بلباسها الوطني في مواسم الاحتفالات الوطنية ,كما تهتم بشياكتها ومجاراتها لمحدثات الموضة العالمية .وفي نفس الوقت تنشغل بأحداث وطنها بنفس قدر انشغال الرجل وأكثر أحيانا ., بل وتشارك فيها بكل انتماء ووطنية .. وقد تسبق الرجل في صفوف التظاهر من أجل العيش والحرية والكرامة الإنسانية .. ودائما أردد وأقول إن تونس هي الدولة العربية الاستثناء

الشاعر احمد قنديل
الشاعر : احمد قنديل            عضو اتحاد كتاب مصر

 

اترك تعليقاً