«البصيرة الجماعية مخازن للتفكير»
بقلم أ.د: على عبد المنعم حسين، أستاذ المناهج وطرق تدريس اللغة العربية المساعد بكلية التربية جامعة الزقازيق.
ليس بخاف علي أحد منا أن الوقت الراهن يتسم بتعقد المشكلات المجتمعية وتشابكها وتداخلها إلى حد مخيف ومقلق نحذر جميعا نتائجها ، وهذا الأمر يتطلب من الأفراد و أولى الأمر أن يتسموا بالمرونة الفكرية لا العمى الجمعى الذى قد يقع كثيرون فيه ، تلك المرونة تشكل محور اهتمام المجتمعات المتقدمة وذلك لنبذ التعصب وأحادية الفكر والجمود العقلى ، لذا كانت الحاجة ماسة لتدريب أبناء المجتمع على قيم مساندة الغير وكسر الحواجز وتذويب الفوارق التى قد تبدو واضحة فى معظم تفاعلاتهم ، فاشتراك الأفراد وتعاونهم فى عمليات التفكير حول المشكلات المجتمعية قد تؤدى بهم إلى حلول غير متوقعة لهذه المشكلات شرط خلوص النية وتوحيد الأغراض .
إنها دعوة عزيرى القارئ لحوار استكشافى يهدف إلى مساعدتك على معرفة طريقة تفكير غيرك ومساعدة الآخرين على فهم طريقة تفكيرك لتصلا معا إلى ما تطمحان إليه ، فالنظرة الاستشرافية للمستقبل تحتاج منا جميعا إلى تضافر الجهود والتشارك الفكرى والوجدانى لنصل إلى ما يسمى بالبصيرة الجماعية ، وهى عملية ليست بالأمر الهين على بعض الأفراد ممن لا يرضخون لغيرهم ولا يستجيبون لأية وجهات نظر مخالفة لقناعاتهم ورؤاهم الخاصة وهذا لا شك يجعلك حبيس أحد الفقرين ؛ فقر الفكر وفكر الفقر كالشخص المصاب بعمى الألوان فى بحر مليىء بالأعلام الحمراء التحذيرية مما يوقعه فى العديد من المخاطر والآثام .
ما أحوجنا إلى الذكاء المجتمعى فى علاج مشكلات مجتمعاتنا حتى يمكننا إحباط أية محاولات من قبل خربى الذمة معتلى الضمير ممن يشككون فى كل من يتعاملون معهم أو يرون نجاحاتهم تلوح فى الآفاق حقا إن هذا يشكل خطرا عليهم إما لضعفهم أو لغياب وعيهم ونقصهم .