كيف ذاب الوقت ؟
الكثير من النساء يمتلكن مسؤوليات عديدة ، سواء أميرات منازل
_ ربات البيوت أو موظفات أو طالبات ،الموضوع ببساطة ترتيب أولويات، وإدارة الوقت بشكل دقيق .
لطالمااعتبرُ الوقت مثل قطعة قماش نُفصلها على قياس طولنا وهيئتنا وحسب المهام مع الموزانة بين الأهم فالمهم ،شريطة الالتزام بجدول زمني.منظم، واستخدام تنبيه مناسب للتذكير ،ودفتر لتقييم العمل سواء ورقي أو الكتروني .
كلنا بشر نمر بفترات نكون فيها إيجابين ومتحمسين واحيانا تعبرنا فترات نشعر فيها بالتراجع والخمول ونكون سلبيين ، وذلك امر عادي لاغرابة فيه،لكن عليناأن لانطيل فترة الاستغراق في فترات الكمون والانعزال، ولا نتركها تبعدنا طويلا عن شغفنا،و لانسمح لها أن تسلبنا قوتناوطاقتنا،بل نعود ونمارس اعمالنابهمةومثابرة.
عندما كنت طالبةً بالجامعة ،جاءت على أوقات مفعمةبالنشاط والحماس ورغم المذاكرة والسفرمن المدينة الجامعية إلى منزلنا في بلدة أخرى كل أسبوع وبالرغم من اعتمادي على نفسي في إدارة شئون حياتي في ظل ظروف قد تكون متعبة وخاصة في غرفة يتشاركها اربع فتيات مختلفي الطباع والاهتمامات.
لكن كنت اجدوقتاً لمتابعة محاضراتي بجدٍ، واخصص جزءا لأقرافي المكتبة ،وفي اوقات الراحة أتنزه احيانا مع صديقاتي على البحر واستمتع باوقات ثرثرة النوافذ مع صديقات السكن، حيث لم تتداول الهواتف الذكية ساعتها، كانت لمة البنات في المساء من اجمل الجلسات التي نتبادل فيها ابيات الشعرالرقيقة والأمثال والأغاني والطرائف ونثرثر بالحكايات والخرافات، ربطتني بهن علاقات استمر بعضها حتى اليوم .
وفزت باوقات لحضور ندوات ،ومشاركات طلابية ادبية ،وأعددنا مجلات ورقية وشاركت في بعض المسابقات.
ووقعت أحيانا في مصيدة ساعات أخري لا أفعل شيئا ،يتسرب الوقت من بين اصابعي، فلا اجد شهيةللكتابةاو القراءة أو أي شيء من هواياتي الأخري ، كنت اتيقن انها مجرد فترة استراحة ل؛شحن الطاقة كما يقولون .ربما اشعر بالملل قليلا ،اواحتاج فعليا للراحة والاستجمام بعيدا عن الانشغالات والمهمات المرهقة المتلاحقة .
ثم اتوق لإلقاء نظرة متفحصة على جدول المهام لتقييم أدائي في الفترة السابقة ،من دون لومٍ او مبالغة في التباهي، حتى إذا هفت نفسي للخروج من تلك الخلوة الهادئة ،اعود طواعية لما احبه واستمر في استكمال مابداته .
حَصدت من تلك الفترةالجامعية ذكريات جميلة، واستفدت منها ليس من كونها مرحلة دراسية فقط، بل تركت أثرا وبصمة خاصة على شخصيتي ،وتطوير موهبتي بالكتابةالإبداعية، وحبي للقراءةوتعلقي بالبحث والنقد .
الموشوع ليس لغزا ؛لأننا ببساطة لسنا ماكينات تفعل وتكرر بشكل نمطي، او قطارات تسير على قضبان لا تتخطاها، نحن بشر نتشوق إلى كسر المتوقع والروتين اليومي الاعتيادي .
فقط نحاول أن لانطيل هذه الخلوات والوقفات بل نحولها إلى فترات استرخاء، ومساحة للتأمل والتفكير والتجهيز،وترتيب الأوراق وتهيئة النفس للبدء من جديد .
دائما في داخلنا بذور مختفية، لماذا لا نسعى للتفتيش عنها؛ لنسقيها بعنايةوهمة .الاهتمام فقط من يعيدنا إلى انفسنا . ابحثوا عن الحماس في مصاحبة الإيجابييات الملهمات القريبات منكن وحتي البعيدات المعلمات أو الصديقات أو حتي اامؤلفين والكاتبات او من رحلوا منعالمنا ولكنهم أحياء بكتبهم وكلماتهم المضيئة التي تقودنا على الدرب
.
.
مع السنين والخبرات والقراءات وتثقيف النفس … ستتعرفن رويدارويدا على أنفسكن، وتصححن مساراتكن ،ومن يدري ربما ترجعن لبعض ما أحببتن عمله ،وتقمن بسقايته لينمو من جديد ويخضر
وتفرحن بهذا الاكتشاف .
لا تلقين بالتُهم على الظروف والأشخاص والفرص: وتصرخن ضجرات
أين ذاب الوقت ؟
الوقت بين ايديكن هو راس مالكن الخاص ،اصرفن منه بحساب منضبط ، قدرنه حق التقدير لاتضيعن منه شيئا .
مازال في الحياة متسع للحلم والأمل والتحقيق ايضا
ابدأن بقراءة أنفسكن، لا ضَيرلو مللتن أحيانامن الأنماط المتكررة في الأفعال والأشخاص والتفاصيل الكثيرة . وحاولن التغيير
تقاسمي مع أبناؤك اهتماماتك ،
نقرأ معا أو نتبادل قراءة كتاب كل فرد يقرأ فصلا أو نتشارك الرسم واللعب بعجينة الصلصال او السيراميك او لعب البيينج بونج أو ألعاب الورق
التشارك جميل والأحلى منه تنمية أواصر المحبة مع ناس تشبهنا نشاركه اهتماماتنا ،الحماس معدي فعلا ولكنها عدوي محببة رائعة تجعل الوقت يمر بمتعة فريدة واستغراق حاضر آني في اللحظات يحقق لنا بعض السعادةالمنشودة .
أذكر الحماس الشديد عندما كنت يوما عضوة بنادي الأدبي بمدينتي منذ أعوام واذكر تلك الأربعاوات الغالية التي واظبت فيها على حضور الأمسيات وشاركت بالنقاشات عن الشعر والقصة والمسرح
و تشاركت معهم في تحرير مجلة أدبية تحتوي على بعض كتاباتنا وفعلت كل ذلك وكنت ساعتها طالبةثانوية واستمرتفاعلي مع النادي حتى بالجامعة
وبكلا المرحلتين كان لدي مسؤولياتي كطالبة ومهام بالواجبات والمذاكرة والامتحانات ومهام منزليةكابنة بارة تساعد والدتها بشئون المنزل .
لكنني ميزت هذا اليوم ووضعته من اولوياتي ولم افوته إلا نادرا ومازلت مدينةوممتنة لتلك الفترة بالكثير في تطوير موهبتي الشعرية .
إن تنظيم الوقت بحاجة إلى تحديد الأهداف الممكنة التحقيق و التخطيط الجيد،ثم الالتزام بالخطة الزمنيةالمرسومة ، واعتماد التدرج في التنفيذ مع اخذ الاستراحات الكافية؛ لإعادة شحن الطاقة .
ولاننسى ان مجاورة الإيجابين تحفزنا لإنجاز المهام ، وتصحيح صورتنا عن أنفسنا وإعطاءها الثقةيمدنا بالدافع لنمضي قُدما للأمام، والاجمل ان نستمر في إرسال رسائل إيجابية لأنفسنا ؛ لتثابرونتقَوي لنجتاز الصعوبات ، ونلتزم لنسير بخطي واثقة ؛حتى نصل إلى النهايات السعيدة وتحقيق الأهداف .
الزمن لن يعطينا الوقت إلا بقدر قوتنا نحن في التمسك به واستغلاله الاستخدام الأفضل .
تلك بعض النقاط برأيي التي تؤثر بتحفيزناللالتزام بجداولنا وتنفيذها، ومؤكد لكل شخص وجه نظره ولديه نقاط أخري تحفزه لتنفيذ كل بنود جدوله الزمني: سواء كان اسبوعي او زمني، او اعتمد خططاً شهرية او سنوية ،أو غير ذلك سعياً؛ لتنفيذ اهدافه في في التوقيت المناسب .
من وسائل للاستفادة من الوقت :
اعملي مهمتين أو أكثر بنفس الوقت
اطبخي وافتحي موسيقي وتحركي بخطوات ومارسي بعض الرقصات الإيقاعية ، حملي برنامج رياضة فيه مقياس للخطوات ويعطي جوائز رمزية وردات ونجوم ويحمسك بجمل تدفعك للانتظام وسينتج تحقيقك هدف إنقاص وزنك او استعادة لياقتك بعد الحمل مثلا والتمتع بجسد رشيق .وستكسبي صحتك ووزن مثالي ،احذري فقط أن تحترق الطبخة ،التوازن مطلوب أثناء الانهماك بعملين أو أكثر .ركزي وتابعي لتنجزي ماتريدي .
.لا تضيعي الوقت الأكبر على أشياء بسيطة؛ حتى توفري الوقت لأشياء أهم، السرعة والإجادة معادلة لو تحققت لكسبت وقتا إضافيا كل يومحتى ولو ساعة مستقطة تضاف للوقت الأصلي
سماع برنامج ثقافي أو كتاب صوتي أو مقطوعة موسيقية ممتعةأثناء ترتيب الغسيل او الطهي ….الخ
فَوِضي من ينوب عنك في بعض الأعمال لاتنهكي نفسك دائما وترهقي صحتك ،كلفي بعض الأبناء بأخذ أدوار بسيطة مثل تنظيم طاولة الطعام أو ترتيب الكتب بالمكتبة، أو جمع المكعبات بالصندوق او عمل وجبة عشاء او ادارة يوم احتفال اسري واعداد حلويات المناسبة مثل نجاح او عيد ميلاد .
نتبهي ان تكون المهمة محددة وقابلة للتنفيذ حسب أعمارهم وطاقاتهم وستحسي الفرق وستجدي وقتا خاصا لك .
احذري من مستهلاكات الوقت كالحواسيب الذكية والهواتف وقدري الزمن الذي يتقضيه عليها، وحددي الهدف من ذلك لتلبية احتياجاتك الضرورية : اياكان غرضك سواء الدراسة او التثقيف او المتعة الفكرية او الحوار او اكتساب المعلومات اوالتواصل مع الأهل او حجز موعد للطبيبة او حتى الترفيه .يمكنك الاستعانة بساهة توقف بهاتفك لتخبرك متى تتوقفي وتتركي هاتفك وتعودي لباقي مهامك لاتغرقي في سيل الرسائل الإلكترونية والثرثرات المطولة واطنان البوستات الملونة والمتحركة ،قولي لا لكل ما يعطلك ،ويهدر وقتك، ويسلبك ثمين لحظاتك .
لا تستهيني بالفترات الزمنية البينية الصغيرة التي تضيع استغليها .
فترات الانتظار في العيادات والمستشفيات يمكن الاستفادة في كتابة جدول مهامك للأسبوع القادم على هاتفك، او يمكن ان تتصفحي مجلتك المفضلة او طالعي النشرات التوعوية والبر وشورات الورقية والملصقات عن الاطباء والتخصصات وبعض النصائح الطبية
قد تتوفر بالمستشفيات شبكات ويمكنك مراسلة الصديقات او الأهل للاطمئنان عليهم بشكل لايزعجمن حولك ويبهجك ويسعد لحظاتك
مدة الرحلة بالسيارة او الطائرة او حتى القطار يمكن الاستفادة منها دفعا للملل وخاصة لو كانت المدة طويلة تستغرق ساعات
⚘يمكننا النوم في جزء منها لأخذ قسط من الراحةيمكننا اصطحاب وسادة الرقية اللينة وعصابة العين السوداءفيالسيارة وتتوفر بالطائرة مثل هذه اللوازم
⚘سماع فيلم او مقطوعة جميلة موسيقيةشرقية أو غربية
تصفحت مرة على الطائرة بعش ملخصات الكتب المسموعة واستمتعت .
لو معك ابنك ممكن تتشاركوا مسابقات بسيطة بحل الألغاز وهناك كتب مسابقات فيها العديد من الاحجيات والفوازير وكذلك توجد منها على شكل بطاقاتصغيرة ،ومنها متخصص اسئلةفي العلوم او اللغة كنا نتسلي بها مع بناتي ويوجد شبيه بها علىىالهاتف يمكن تحميلها واللعب بها بشكل جماعي
لو عندك هواية الرسم بالرصاص يمكنك ممارستها واستعدي قبل الرحلة وخذي اقلام الرسم بحقيبتك
يمكنك كتابة وتدوين يومياتك
لو في السيارة وفي المقعد الثاني مع اولادك وعندك هواية التصوير استمتعي بالتقاط مناظر جميلة .
بالنسبةلأميرات المنزل والمحبات للقراءة الصباحية والهدوء .الصباح مملكتك ،مااجمل القراءة في نافذة الشمس في اجواء شتوية دافئة
الوقت سيكفي لقراءة كتاب أو بعضه لو كنت ممن يحب القراءة المتأنية وسيكفي أيضا للطبخ والتنظيم والإنجاز السريع لباقي المهام، صدقوني عن خبرةاعوام كأم لاأنمق كلاما إنشائيا ..
أميرات المنزل محظوظات أكثر من الموظفات في الوقت المتسع لديها ،بعكس الموظفة او الطالبة التي تتضاعف عليها المهام خارجيا من تكليفات وإنجازات ومهام منزلية في رعاية الأبناء والتربية والتي تكثفت بعد التعليم عن بعد ووجود الأبناء والزوج احدهما او كليهما بالمنزل وعمل بعض الوظفات عن بعد احيانا يجعلها تحت ضغوط كبيرة للتوفيق بين تخصيص وقت لدوامها بدون مقاطعة مع الاهتمام بمتابعة الأبناء بدراستهم والانصات لحديثهم ومشكلاتهم .
لااقول ان أميرة المنزل متفرغة تماما كما يظن البعض ولكن اقصد ان الوقت كله متسع لتفعل ماشاءت ، وليس لديها التزامات وظيفية او حتى انتقالات خارجية كالتي تفعلها المداومات دوام حقيقي .ولو كان لو كان لربة البيت هوايات او اهتمامات خاصة فهي قادرة
على تنظيم وقتها لتمارس رياضة او موهبة بلا اية ضغوط من تسرب الوقت بشرط ان لاتدع الملل او الكسل يتسرب إلى نفسها وان تقتنع ان لها وقتها الخاص الذي يمكنها ان تديره بما يحقق لها النفع والتطوير والتوازن والسعادة
لكن لا تتركن الحياة تأخذكن في يدها كطفلات ضائعات مازال الوقت مبكرا للإفاقةو التركيز لنعرف أن هناك الجميل والكثير الذي باستطاعتكن فعله ياحلوات
واعلمن أن بعض النساء صانعات السعادة على هذا الكوكب فمابالكن وانتن النساء القارئات فكيف سيكون حجم حرصكن على هذا الوقت ؟
المعرفة قوة والقراءة كنز، والوقت ثروة بحاجة لإدارة ذكية وامراة واعية .
أتمنى أن تكوني على قدر من الوعي بقيمة الوقت لتستفيد منه في تحقيق المزيد من الإنجازات ولتستمتع بحياتك كشمس مشرقة ملهمة للجميع وفخر لنفسك وعائلتك
كان ماسبق حفنة من نجمات وجدتها في جيبي ،وأحببت أن أتشاركها معكن ،تري هل تمتلكن نجماتكن الخاصة، وماطرائقكن المتباينة في إدارة الوقت ،شاركنناياغاليات .
ماأجمل أن نضيءمعا
محدثتكن من العين
نهى رجب
أديبة مصرية ومُدوِنة
قد يهمك أيضا