وفق ما ورد في كتب التاريخ وأقوال أهل العلم والبصيرة
الواحات بالنسبة لي ليست مجرد بلاد أحبها وأغبش فبها كما كنت أتضور وإنما هي رسالتي التي تركت كل شيء من أجل أن تصل كما هي بصدقها وبكارتها وجمالها وتجردها ومن ثم فإن أي شيء يتعلق بمعرفة الحقيقة التي ينبغي أن تصل إلى أهلها أولا ثم إلي العالم الواسع الذي نعيش فيه.
أحاول جاهدا أن اعرفها من أجل أن أعرفها وأحاول أن اعتصر هذه المعارف أملا في أن أصل إلي ثمرتها مقدما إياها إلي أهل بلادنا الغالية وقد اسعدني أن يكون هناك اهتمام صادق من أهل بلادي بتاريخها وحضارتها الضاربة بجذورها في أعمق أعماق التاريخ الإنساني وقد دار لغط كبير حول تعريف أهم موسم من مواسم الخيرات والمسرات في بلاد الواحات وهو موسم الدميرة.
وآلمني أن يقول البعض أن الدميرة معناها تدمير النخلة للحصول على البلح وسط ذهول ممن تجمعنا بهم رحم محبة الواحات وأهلها الكرام بهم إذ أن هذه المفردة ليست في قاموس أهل بلادنا الطيبة المعروفة بالسماحة والسلام والأمن والسماحة والوئام.
والأمانة تقتضي أن أقول أن الدميرة كلمة قديمة الأصل وأن لفظة.دميرة.هي الكلمة القبطية.دميره.ومعناها النيل أو فيضان النيل واصلها.ميري.او .ميرا.وهي ترجع إلى أصل هيروغليفي هو . مر. بمعنى بحر أو مياه أو بحيرة كما جاء في كتاب آثار حضارة الفراعنة في حياتنا الحالية والشاهد من هذا كله أن بلح الوادي الجديد والذي يطلق عليه خطأ البلح السيوي.
وهو خطأ فادح حيث أن سيوة الغالية ليست من واحات الوادي الجديد ويطلق عليه أيضا البلح الصعيدي نسبة إلي من كان يقوم بشراء هذا النوع من البلح والأمر اذن واضح جدا الآن فعندما يفيض النيل أو بحر الدميرة كما كان يطلق عليه أهل الصعيد الحر يحضر التجار في ذلك الوقت تحديداً محملين بالعديد من الأشياء التي لم تكن تزرع في الواحات.
كالعدس والكمون والشطة وغيرها الكثير وعندما يراهم أهل الواحات يفرحون بقدومهم السعيد ويقول البعض في سعادة.. الدميرة جت وكم نتمنى أن يتحقق بتغيير اسم البلح السيوي إلي بلح الوادي الجديد.
وهذه حكاية سبب تسمية الدميرة بهذا الاسم وفق الروايات المنقولة عن أهل العلم في هذا الاختصاص ولا يمكن لأحد في هذا العالم أن ينسي الدور الكبير الذي حققه الإنسان المصري العائش في بلادنا الغالية من إنتاج أجمل وأجود أنواع البلح والذي يسهم بشكل مباشر في أن مصر تحتل المركز الاول على مستوى العالم في إنتاج التمور.
هذا وقد اسعدنا أن تتماس القلوب وتتفق الأفكار التي تنضح بالصدق والأمانة والإخلاص والانتماء في محاولة تعريف أهم موسم من مواسم الخيرات والمسرات ولدي أمل كبير في إلا يقول واحد من الأحبة الكرام أن الدميرة من التدمير وكذا ألا يقول على بلح الوادي الجديد البلح السيوي ذلك أنني لا أكتب عن هذه البلاد العريقة بوعي شعبها عن سماع أو عبر البحث على مواقع التواصل الاجتماعي وإنما من باب التحدث بنعمة الله تعالى فإني أبن هذه البلاد المباركة الطيبة وكل ما يتعلق بمعرفة الحقيقة حول تاريخها الطويل أو ثقافتها الشعبية وتراثها الممعن في الخصوصية والتنوع.
قد عشته مع أهل بلادي ملح الأرض وسكر القصائد وأما بالنسبة إلى مواسم الخيرات فإني اتحدت عنه بلسان ذلك الطفل الواحي الصغير الذي كنته والذي حضر الدميرة في عين على وعين معاذ في الحرابوة شرق .
وعين السلام وعين علوان وعين عسكر في معيه أبي وأعمامي رحمهم الله تعالى فالواحات في دمي و في عقلي وقلبي ووجداني وما كان من جمال يتجدد في كل موسم من مواسم الخيرات في عطاء بلا حدود للإنسان العائش في بلادنا الطيبة وفرحة عارمة تتناسب مع قدر الكفاح من أجل أن تسعد قلب القاصي والداني بطعم بلح الوادي الجديد المعروف عالمياً.
وكذا أن تزوج البنات وتفرج الكربات وتدفع المديونيات في بلاد تعتبر هذه الزراعة الأهم في حياتها ألا وهي زراعة النخيل مدرسة الصبر والعطاء والدميرة فرحة الأهالي بجمع أطيب الثمر في أيام محفورة في ذاكرة الروح والقلب وهي عند الأهالي أجمل أيام العمر .
وفيها من جميل الذكريات والسعادة والسمر ممتزجا بالذبح في بساتين النخيل وإطعام كل من لهذه المناسبة قد حضر ولا حاجة إلى أن أقول إن اسعد السعداء بهذا الموسم المبارك بعد المزارع الحر هم أطفال الواحات المصرية وكل من يأتي من.الدمارة.اواي سائل يمر.الدميرة موسم تتبدل فيه الأحزان التي يبددها خير الملك الرحمن واجتماع الكبير والصغير والأهل والخلان
مصطفى معاذ
الوادي الجديد