الدابة الدالة علي موت سيدنا سليمان بقلم ناصر المنياوي

الدابة الدالة علي موت سيدنا سليمان كان النبي سليمان عليه السلام دائما ما يذهب للجلوس في بيت المقدس لمدة من الزمن، وفي كل مرة كان يذهب بها كان يجد هناك شجرة قد نبتت في بيت المقدس، وكان يستطيع أن يكلم الشجر، فكان يسألها عن اسمها فتقوم بالرد عليه، وكان يقوم بتنفيذ ما أتت له الشجرة، فإذا كانت لدواء فكان يجعلها لدواء، وإذا كانت لثمرات فكان يجعلها لثمرة. وذات مرة وجد تلك الشجرة وسألها عن اسمها فقالت أن اسمها خروبة، وأنها أتت لكي يتم خراب بيت المقدس، وهنا علم سيدنا سليمان عليه السلام أنها ما أتت إلا لهلاكه ثم يتم خراب بيت المقدس، فقام بنزعها من مكانها، وقام بزراعتها في مكان آخر، ثم استمر في عبادته ببيت المقدس، حيث كان يتكأ على عصاه وكانت الشياطين تهاب سليمان عليه السلام كم حارب الكفار والمشركين وكم حارب السحرة وكان يستولي على ما يعملون من سحر وشعوذة ويدفنه تحت كرسيه ، وجاءت اللحظات الأخيرة جاءت لحظة وفاة هذا الملك الذي يملك مملكة عظيمة الذي بنى بيت المقدس بناء عظيما ، أحس سليمان عليه السلام أنه سيموت ولكنه علم أنه إذا مات الشياطين ستفسد في الأرض مرة أخرى وستطلق من حبسها وكانت الشياطين إذا دخل سليمان عليه السلام بيت المقدس تخاف أن تدخل فإذا دخل شيطان ونبي الله يصلي في بيت المقدس أحترق مباشرة ، فلما أحس سليمان عليه السلام بموته أخذ عصاته فأتكأ عليها وقام يصلي في بيت المقدس فلما حانت منيته قبض الله روحه فأتكأ على العصى فلم يسقط على الأرض وظن الجن والشياطين أن سليمان مازال يصلي وكان أحيانا يظل في بيت المقدس يظل شهورا يعتكف لله عز وجل قال الله تعالى : “فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِى الْعَذَابِ الْمُهِينِ” سبأ: 14 فظل واقف ولم تمسس جسده الارض ولا الدواب ، لما ؟ لأنه نبي والأنبياء لا تمس أجسادهم بل يحفظها الله عز وجل حتى بعد وفاتهم ، فأتكأ على العصى وظنت الشياطين انه يصلي وهم خائفون لكن ما الذي حصل ؟ دابة الأرض بدأت تأكل من العصى وتنخر فيها حتى رقت العصى فوقع سليمان عليه السلام وأنتشر الخبر بين الناس أن مات سليمان نبي الله وأطلقت الشياطين ” فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته فلما خر تبين الجن ان لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين” د.ايمان خالد حينها أصيب الجن بالفزع وأدركوا أنهم لا يعلمون الغيب، وكذلك عرف الناس هذه الحقيقة، فلو كانوا يعلموا الغيب لعلموا أن نبي الله سيدنا سليمان قد مات، وما لبثوا في العمل الشاق والعذاب المهين إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (18) الحجرات والله اعلى واعلم

اترك تعليقاً