عادل صابر يكتب

قِلِّة رَد بيبان..بقلم| عادل صابر

الله يرحم جاد اب قطيم ، كان عيد ضحية زى الايام دى ، وكانت الناس الغلابة زمان يستنوا عيد الضحية بفارغ الصبر عشان يدوقوا اللحم ، ماكانوش يفرحوا.

بالعيد عشان الحج ووقفة عرفة والحاجات دى ، لكن كان اهم حاجة عنديهم لحم الفدو ، ومين حيدبح ، ومين مش حيدبح ، كانوا يسموه عيد اللحم ، مالهم ومال عرفة وجبلُه !!
المهم ، كان بيت جاد اب قطيم تانى يوم العيد ، عاملين فطير بتقلية ، وكان الفطير ابوتقلية زمان شهوة بالنسبة للفقرا ، كانوا يعملوه كل سنة ، أو قول كل عيد ضحية ، وكان يوميها الدنيا ضُهر احمر والدنيا مولعة نار ، وجابوا صحن العشا الكبير ع الطبلية وبدأوا فى مرحلة ” الفَت ” ، وبعد مافتوا الفطير ، سقّوه بالتقلية الحامية ، والريحة وجت عطرت دروب النجع ، والناس كلها شمتها ، ساعتها زعق جاد اب قطيم على مرته وعياله وقال لهم : رِدّوا الباب لحد يفوت
قالت مرته فوزية : بس مين حيفوت فى الدنيا القيلة دى يابوى ؟!
قالت بته زينب : وه يابوووى ، انت تمللى مستنى النصايب ، طب حد حيفوت فى السهوج والدنيا الملهلبة دى ؟!
قال جاد اب قطيم : انا ادينى قلتنلكم ردوا الباب وانتو حُرين !! وابتدا الأكل ، وأول مامدوا يديهم على الفطير وبدأوا ياكلوا ، وفجأة وعلى حين غفلة ، كان فايت الحاج محمود ابو نظيرة ، باين عليه كان شم الريحة ، وقال عوافى ياحج جاد ، وراح داخل وهو فرحان وقال ، كل سنة وانت طيب ياحج جاد ، كل سنة وانتى طيبة يافوزية ، كل سنة وانتو طيبين يابنات ، وبعد ماعيّد عليهم ، قالوله اتفضل الغدا جاهز ياحج محمود !!
فقعد الحاج محمود بكل برود وقال : حقَ الله ، وبدأ يغرس يديه السمرا الكبيرة بين قطع الفطير ويغرف على خشمه ، وجاد اب قطيم قاعد يغلى من القهر يجيرك ربنا وقعد يهرك من جواه ، ربنا مايوريها لحد !! وكانت غَرفة محمود اب نظيرة زى سكين فى قلب جاد اب قطيم !!
وبعد ماأكل الحاج محمود ابو نظيرة نايبه ابتسم ابتسامة الشبع واتكرّع وقال : ياسلاااااااااااااااااام ، والله وْكلِة جات على جوع ، سبحان الله ، كل شئ نصيب ، كل لقمة تنادى أكّالها !!
فقام جاد اب قطيم زاعق بغيظ وقال : لا والله ، دا قلّة رد بيبان ، من الصبح اقول للمرة بت الكلب هى وبتها ردوا الباب ، ردّوا الباب ، مامصدقينش ، عاملينى اتخوّت !! أهى جاتكم غفلات الزمان ، أديكم شفتوا اللى حصل لما سبتوا الباب مفتوح ، وياما حتورد علينا نصايب من قلة رد الباب !!

اترك تعليقاً