نادي الهلال في ميزان سليمان الجعيلان ومقاله “موسم النسيان” الجزيرة السعودية

قراءة في مقال الكاتب الصحفي الكبير سليمان الجعيلان، يحلل أداء نادي الهلال خلال موسم كامل منصرم، بكل شفافية وبكل تمكن وتألق، استطاع بنقده الموضوعي وانطباعه الصادق، الذي يري الأحداث بعين الخبير الرياضي المحنك، والكاتب الصحفي صاحب الضمير الحي، ونحن قد اخترنا لقراء نبأ خام هذا المقال من جريدة الجزيرة السعودية ونعيد نشره هنا مع وضع الرابط الأصلي للمقال، مع احترامنا الكبير للكاتب ولجريدة الجزيرة العملاقة.

استطاع الكاتب الكبير سليمان الجعيلان، ان يتحفنا بمقالة اكثر من رائعة، لخصت أداء نادي الهلال طوال الفترة الماضية، وما قدمه الهلال من إنجازات رياضية، وما اخفق فيه من مباريات سهلة كان لابد ان يفوز بها، وطاف بنا حول كل ما كان يدور فى أروقة النادي خلال الموسم الماضي، وهو بذ1لك يريد ان يعطي إشارة لنادي الهلال ان يضع في عين الاعتبار، كل ما دار في المقال، حتي يبتعد عن السلبيات، ويكثف من جهده، ويحقق البطولات المنتظرة منه.

الهلال.. موسم للنسيان – سليمان الجعيلان

 

صحيح أن الهلال حقق في هذا الموسم بطولة كأس الملك بصعوبة واستحق لقب وصيف العالم بجدارة ولكن بنفس الوقت الهلال فشل في تحقيق دوري أبطال آسيا ودوري روشن وكأس السوبر بأخطاء إدارية وفنية متكررة ومتراكمة..

 

وصحيح أن الهلال تضرر هذا الموسم بقرار منعه من التسجيل على خلفية قضية لاعبه محمد كنو ولكن بنفس الوقت استطاع الهلال بهذه المجموعة المتاحة من اللاعبين أن يبدع في بطولة كأس العالم للأندية في المغرب ويصل للمباراة النهائية وكذلك أن يمتع في الأدوار النهائية لدوري أبطال آسيا في قطر ويتجاوز فريق الدحيل القطري ومتصدر الدوري القطري في دور الأربعة ويصل للمباراة النهائية بنتيجة تاريخية.. وصحيح أن الهلال لم يخسر في هذا الموسم أمام الفرق المنافسة إلا خسارة واحدة من الشباب ولكن بنفس الوقت الهلال تعثر في ( 9 ) مباريات أمام فرق غير منافسة وأخرى تصارع على الهبوط وبطريقة لا تليق أبداً بسمعة ومكانة الهلال المحلية والخارجية.. وصحيح أن الهلال استطاع في هذا الموسم أن ينتصر على النصر في مسابقة دوري روشن وأن يقصي الاتحاد من مسابقة كأس الملك في ظرف أسبوع واحد ولكن بنفس الوقت عجز الهلال في الأسبوع الذي يليه أن يحقق أي انتصار أمام منافسه فريق أوراوا الياباني في مباراتي الذهاب والإياب لنهائي دوري أبطال آسيا وليس هذا فحسب بل وظهر الهلال في تلك المباراتين بأداء باهت ومرتبك أساء لسمعة ومكانة الهلال الإقليمية والقارية..

 

وصحيح أن مدرب الهلال السيد رامون دياز والمدير التنفيذي لكرة القدم بنادي الهلال فهد المفرج امتعضوا واعترضوا على قرارات لجنة المسابقات برابطة دوري المحترفين بضغط مباريات الهلال في شهر رمضان الماضي ولكن بنفس الوقت عادت لجنة المسابقات وأجبرت الهلال أن يلعب ( 3 ) مباريات خلال ( 8 ) أيام جميعها خارج أرضه بدايةً من مواجهة ضمك يوم الجمعة قبل الماضية في المحالة ومروراً بمقابلة العدالة في الأحساء الثلاثاء الماضي وانتهاءً بلقاء أبها في أبها يوم أمس السبت وهذا ليس له تبرير أو تفسير إلا ضعف الموقف والقرار الإداري في الهلال.. وصحيح أن الهلال تعرض في هذا الموسم لأخطاء تحكيمية كوارثية وتضرر من الصافرة المحلية التي هي من دفعت مدرب الهلال السيد رامون دياز والمدير التنفيذي لكرة القدم بنادي الهلال فهد المفرج للظهور والحديث عن إبعاد الهلال عن المنافسة ولكن بنفس الوقت إدارة نادي الهلال هي من فشلت كالعادة في انتزاع حقوق الهلال النظامية واستمرت على نفس السلبية ولم تطلب طواقم تحكيم أجنبية لمباريات الهلال التي خارج أرضه وهو ما دفع ثمنه الهلال غالياً في النهاية..

 

وهنا سأتوقف وسأكتفي بهذه الأمثلة والنماذج التي تؤكد أن هذا ما قدمه وما حققه الهلال في هذا الموسم هو للنسيان خاصة أنه كان بالإمكان أفضل مما كان لو أجادت ونجحت إدارة الهلال منذ البداية بالتعامل مع الكثير من الملفات الإدارية والفنية بل والانضباطية وليس كما حصل عندما حضرت في النهاية وبعد أن طارت الطيور بأرزاقها وأصبح دور الهلال وإدارته ولاعبيه الفرجة على المنافسة على صراع الصدارة بكل أسف وهذا الذي يجب أن يفهمه ويعيه بعض الهلاليين الذين يبررون أخطاء الإدارة وبعض لاعبي الهلال بأن لا أحد فوق النقد في الهلال مهما كانت البطولات والإنجازات وإلا لما انتقدت إدارة الأمير عبدالرحمن بن مساعد ورحلت, ولا انتقدت إدارة الأمير محمد بن فيصل الأولى وغادرت, ولا انتقد المدرب الروماني رازفان لوشيسكو وهو عراب تحقيق الآسيوية السابعة بعد غياب سنوات طويلة وترك الفريق بسبب أخطاء إدارية بحتة

 

.. وعلى كل حال أمام إدارة الهلال الكثير من العمل الشاق والجاد استعداداً للموسم القادم وأولها وأهمها إيجاد حل لملف التعاقدات الأجنبية والذي فشلت فيه هذه الإدارة فشلاً ذريعاً سواءً على مستوى الأسماء الأجنبية أو على صعيد عدم تلبية احتياجات الفريق الفنية الفعلية خاصة وأن الموسم القادم مسموح لكل نادٍ أن يتعاقد مع ( 8 ) لاعبين أجانب ومن الخطأ أن يستمر ويظل الهلال أقل الفرق استفادة وفائدة من اللاعبين الأجانب ليس على صعيد الاستفادة الكاملة داخل الملعب بل وحتى على مستوى الفائدة الفعلية وما وجود بعض لاعبي الهلال الأجانب على دكة البدلاء بسبب تشابه الأدوار وتداخل المهام في الفريق إلا دليل وإثبات ولذلك أعتقد أنه آن الأوان أن يتخلص الهلال من بعض القناعات المالية وكثرة الاستشارات الفنية وأن يمضي من بيده ملف التعاقدات لإنهاء التعاقد والتوقيع مع اللاعبين الأجانب المتميزين دون مساومة أو خوف من مساءلة. +

سليمان الجعيلان

المصدر: جريدة الجزيرة السعودية

https://www.al-jazirah.com/2023/20230528/sp3.htm